في ظل تفاقم أزمة المياه الصالحة للشرب في عدد من المناطق بالمغرب، كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، عن خطة عمل استراتيجية لمواجهة هذا النقص، خاصة في إقليم سطات، مؤكداً على أهمية الإجراءات الاستعجالية والمتوسطة والطويلة الأمد لضمان استمرارية التزود بالمياه وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
أعلن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، عن وضع مخطط عمل مرحلي لمواجهة خصاص الموارد المائية. يتضمن هذا المخطط إجراءات استعجالية تتمثل في تخصيص فرقة تقنية خاصة بالتدخل السريع لإصلاح الأعطاب والتسربات المحتملة على مستوى القنوات. وعلى المديين المتوسط والبعيد، سيتم إنجاز مشروع تثنية قناة التزويد وتجهيز ثقب مائي جديد لرفع الطاقة الإنتاجية للمنظومة إلى 120 لترًا في الثانية. وأوضح بركة، في جواب كتابي موجه للمستشار المصطفى الدحماني، أن هذا المشروع لا يزال في مرحلة إعداد ملف طلب العروض. وبخصوص منطقة دواوير جماعة مشرع بن عبو بإقليم سطات، حيث تعاني الآبار الفردية والجماعية من النضوب، يتم حالياً إنجاز مشروع لتعزيز التزويد بالماء الصالح للشرب، انطلاقاً من الموارد المائية لسد المسيرة، وسيتم الشروع في استغلاله قريباً. وفيما يتعلق بجماعة بني خلوق والدواوير التابعة لها، يتم تزويدها حالياً ضمن منظومة البروج انطلاقاً من الفرشات المائية لتانفالت وبئر بني خلوق، بطاقة إنتاجية تبلغ 84 لترًا في الثانية. إلا أن حاجيات فترة الذروة تصل إلى حوالي 100 لتر في الثانية، مما ينتج عنه عجز يقدر بـ 20%، خاصة في فصل الصيف. وسجل الوزير أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يتكلف بتسيير قطاع إنتاج الماء الصالح للشرب على مستوى كافة الجماعات الترابية التابعة لإقليم سطات، فيما تتولى الشركة الجهوية متعددة الخدمات للدار البيضاء سطات خدمة التوزيع. وأشار بركة إلى أن مختلف هذه المشاريع المبرمجة أو قيد الإنجاز تأتي في إطار الرؤية الاستباقية لتجاوز الإكراهات المطروحة وضمان استمرارية التزود بالماء الشروب وتحسين جودة الخدمات المقدمة للساكنة، وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية بقطاع الماء على مستوى الإقليم. وكان المستشار الدحماني قد أثار في سؤاله قضية شح المياه المخصصة للشرب بعدد من الدواوير التابعة لجماعتي بني خلوق ومشرع بن عبو بإقليم سطات، حيث تعاني الساكنة من العطش، ويزداد الوضع سوءاً في فصل الصيف بسبب نقص البنيات التحتية أو سوء تدبير التوزيع.
تؤكد هذه الإجراءات على الجهود المبذولة من قبل الحكومة المغربية لمعالجة مشكلة ندرة المياه الصالحة للشرب، لا سيما في المناطق الأكثر تضرراً. إن التنسيق بين مختلف الجهات المعنية، والاعتماد على رؤية استباقية، سيسهم في ضمان وصول المياه للمواطنين وتحسين جودة الحياة.