سوريا تحتفل بالذكرى السنوية الأولى لإسقاط حكم الأسد: عهد جديد من العدل والمصالحة

صورة المقال 1

في الثامن من ديسمبر، احتفلت سوريا بمرور عام على سقوط حكم آل الأسد، حيث أعلن الرئيس أحمد الشرع عن بدء حقبة جديدة تتسم بالعدل والعيش المشترك، مؤكدًا على الالتزام بمحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري.


شهدت المدن السورية الرئيسية، بما في ذلك دمشق وحلب وإدلب وحماة وحمص، تجمعات حاشدة لعشرات الآلاف من المواطنين الذين احتفلوا بهذه المناسبة الوطنية. رفع المحتفلون أعلام البلاد ورددوا هتافات داعمة للسلطة الجديدة، وسط إجراءات أمنية مشددة. ونظمت وزارة الدفاع عروضًا عسكرية احتفالية في الشوارع الرئيسية. في كلمة له من قصر المؤتمرات بدمشق، أكد الرئيس الشرع على 'قطيعة تاريخية مع ذاك الموروث، وهدمًا كاملًا لوهم الباطل، ومفارقة دائمة لحقبة الاستبداد والطغيان إلى فجر جديد، فجرٍ قوامه العدل والإحسان والمواطنة والعيش المشترك'. كما شدد على 'التزامنا بمبدأ العدالة الانتقالية لضمان محاسبة كل من انتهك القانون وارتكب الجرائم بحق الشعب السوري، مع الحفاظ على حقوق الضحايا وإحقاق العدالة وحق الشعب في المعرفة والمساءلة والمحاسبة'. وأشار الشرع إلى أن المصالحة تمثل 'أساس استقرار الدولة، وضمان لعدم تكرار الانتهاكات، وحجر أساس لبناء الثقة بين المواطن والدولة'. وعلى الصعيد الدولي، نجح الرئيس الشرع، بعد تخليّه عن ماضيه الجهادي، في كسر العزلة الدولية التي فرضت على سوريا، ورفع العقوبات الاقتصادية، وشطب اسم بلاده من قوائم الإرهاب الأمريكية وقوائم مجلس الأمن. كما وقّعت سوريا مذكرات تفاهم وعقود استثمار بمليارات الدولارات بهدف ترميم البنى التحتية المتضررة جراء الحرب، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين الذين لا يزال 4.5 ملايين منهم يقيمون في الدول المجاورة، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

يمثل الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لسقوط حكم آل الأسد نقطة تحول هامة في تاريخ سوريا، حيث تتطلع البلاد إلى بناء مستقبل جديد يقوم على أسس العدل والمصالحة الوطنية، مع العمل على استعادة مكانتها الدولية وتحقيق التنمية المنشودة.